!!!! بقايـــا حيـــاه

..مشيت بخطوات حذرة نحو الغرفة التى احتجزوه بها بعيدا عن عينها .. كانت مقبوضة أكثر من أى وقت مضى .. نظرت أليه مثل كل مرة وقبلت جبهته ويداه الدافئتان
!!لكن هذة المرة كانتا باردتان كما لم يسبق لهما من قبل
..شعرت بالخوف من مجرد التفكير بالأمر ..ولكنها صدمت عندما أكد لها أحدهم ما تخشاه
..توسلت أليه أن يكذب ما قيل وأن يبقى معها ولا يتركها متألمة بدونه
..وكانت المرة الأولى والأخيرة التى خذلها فيها وكسرها بعدها
..كانت عيناه غاربتان لا تقويان على النظر أليها .. أدركت وقتها أن بطلها الذى كان ينبض بحب الحياة ويلهمها بحبها لم يعد قادرا على أن يلهم نفسه وخرج الأمر عن يده
!!للأبد
..مضى وقتا لا تعلم كم بلغ ولكن مهما كان .. كان طويلا جدا بالنسبة لها
..كان غير قادر على الحديث ولا وصف ما به وكانت غير قادرة على شئ سوى البكاء والدعاء بأن تنتهى ساعات الوداع سريعا وأن يرحل دون ألم ..
..ولكم شعرت بالألم والأسى وهى تتنازل عن الساعات الأخيرة فى حياته وتدعو له بالرحيل سريعا بعد أن اشتد عليه التعب
" وقضىّ الأمــــــــــــــــــــر"
..شعرت بمليون خنجر يخترق قلبها .. تبعثرت الكلمات ولم تجد ماتقوله
.." اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيرا منها .. انا لله وانا اليه راجعون.. لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .. الحمد لله.. الحمد لله"
..كانت تصرخ وتنتحب فى صمت ودون أن يسمعها أحد أو يشعر بها أحد
؟!ولا نفس يصعد ولا نفس يهبط
..هربت من الأضواء وجلست بجواره رافضة التحرك من جانبه .. رافضة المضى بدونه.. رافضة الحياه وهو ليس بها
..لم تصدق ما حل بها ولم تدركه حتى الأن
صعقت ولا تزال تصعق حتى اليوم
شعرت بنوبة من الأغماء لم تتركها تفقدها وعيها .. ترنحت قليلا .. لم تقع حينها ولا بعدها .. فلم يسمح لها من حولها بأن تتعرض لأى نوبة جديدة .. وأمروها بمتابعة حياتها ولم يتركوها تحزن عليه او تبكيه
كأنه لم يكن أعز ما لديها
قالو لها :"لازلت صغيرة على مثل هذا الحزن .. ولازلت فى مقتبل العمر.. فلونى أيامك ..وأجعلى حياتك جميلة"
لعلهم لا يدرون أن حياتها بدونه "بـــقــــايــــا حيـــــــــــاه"